chotibasha مدير
| موضوع: أم زينــب الأربعاء 17 يونيو 2009 - 1:43 | |
| أم زينــب
ثعبان بشري طويل يتلوى ويلف ذيله ليغلق الشارع ويتحرك في سكون جسده طابور يزحف الى الأمام.. تحركه شعور سوداء وعمائم ملفوفة تعتلي وجوها سمراء غارقة في العرق، يرتدى بعضهم جلاليب فضفاضة أو بنطلونات جينز ضيقة أو قمصان مرتقة مع صوت سيدات يتحدثن باستمرار في وسطهم وقفت "أم زينب" تتلهف في أنين بعد أن صرخت قدماها من طول الانتظار وتردد في خفوت: رحمتك يارب ******* تذكرت ابنتها القادمة على الغداء هي وزوجها.. وهي تنتظر ذلك اليوم طيلة الأسبوع حتى ترى حفيدها الصغير.. تذكرت ضحكته وهو يقول لها الأسبوع الماضي: الغدا ياتيتا.. أنا عايز اكبر من الأكل بتاعك ما زالت كلماته ترن في أذنيها مع زفرات انفاسها اللاهثة وهي واقفة في الطابور من أول الصباح، أذان الظهر يدوى في السماء وهي ماتزال واقفة.. تقلص الطابور وتقدم زاحفا فبدا الفرج قريب لم تقو قدماها المتهتكتان على الوقوف فتربعت على الرصيف.. همست لها جارتها: هانت ياحاجة ربتت على كتفها شابة تقف بجانبها ومطت شفتيها اشفاقا قائلة: مالكيش اولاد يساعدوكي بدل ما تيجي انتي وتتبهدلي كده؟ اغرورقت عيناها لتعاطف الشابة معها.. قفزت الى ذهنها صورة زوجها المتوفي وابنتها مازالت رضيعة على ذراعها اختنقت عيناها بالدموع ومع قيظ الحر وألم الجسد أرادت قطرة ماء لتبرد حلفها الملتهب.. نظرت حولها.. ترددت.. لو خرجت من الطابور سيأخذون دورها ******* اخرست نداء العطش بداخلها.. لما اقتريت من راس الطابور.. جحظت عيناها واشتد ثقل راسها فسقطت على الأرض في غيبوبة قاسية حملتها النسوة والصرخات تدوى حولها الى اقرب مستشفى جاءت ابنتها وصغيرها في يدها وعندما اتجه الطبيب للكشف عليها.. لم تمض لحظات قصار وتصاعد نحيب صغير مرتعد يعلق يده الصغيرة بيد جدته وينتظر متلهفا التفاتة واحدة من رأسها لم يدر الصغير أن جدته الحبيبة ماتت ماتت من أجل رغيف خبز يأكله لكي يكبر
| |
|