ماذا لو حكمت النساء العالم؟
التواضع والتعاون من شيم النساء (الجزيرة نت-أرشيف)
لعل من الصعب الفكاك من الشعور بأن معظم المتاعب التي يعاني منها العالم اليوم مردّها إلى مشكلة واحدة وهي كثرة الرجال الذين يديرون شؤونه.
ولو ترك للنساء زمام القيادة في الاقتصاد والشؤون الداخلية والسياسة الخارجية فلربما كنا نتمتع بوضع أكثر أمنا، حسب ما ترى صحيفة كريستيان سينس مونيتر.
فقد أظهرت دراسة أعدها معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا عن النساء الرائدات اللاتي يشرفن على إدارة مجالس قرى في الهند أنهن يضطلعن بأعمالهن على نحو أفضل من الرجال.
وتوشك النساء في الولايات المتحدة أن يتفوقن على الرجال في جداول الأجور, كما أنهن يشكلن الأغلبية من بين أرباب نصف الشركات الخاصة في البلاد. ومع ذلك فإن المرأة العاملة العادية تخصص مزيدا من وقتها لرعاية أطفالها وتدبير شؤون بيتها.
ويتضح من ذلك أن الرجال في المعدل المتوسط يبالغون في تقدير معدلات ذكائهم بعكس النساء اللاتي يملن إلى التقليل من تقييم ذكائهن. ولعل في ذلك يكمن الخيط لفهم المعضلة الذي يتمثل في الكفاءة. فبينما يكون الميل إلى الحسم والمجازفة والثقة الزائدة في النفس (وهي سمات ذكورية في الغالب) سببا في إثارة المشاكل, يكون التواضع وروح التعاون (وهي صفات أنثوية) سببا في حلها.
على أن الأمر ربما يكون ببساطة موقفا عاطفيا رسخته تراكمات من الصور العقلية النمطية عن الجنسين. ولأن الذكور ينشدون التنافس والتحدي, فإنهم ميالون إلى إضفاء ظلال من النزاع على الأشياء من حيث إمكانية الربح والخسارة, والصواب والخطأ. ولا يوافق العلماء –ومعظمهم من الرجال- على هذه النقطة بالذات.
وكشفت دراسة سبق أن أجراها مركز بيو للبحوث العام الماضي أن عامة الناس يضعون النساء في منزلة متساوية مع الرجال أو أعلى منها في سبع من ثماني خصال يرون وجوب توفرها في الزعامات.
وجاءت نتائج الدراسة لافتة فيما يتعلق بسجيتي الأمانة والذكاء, اللتين اعتبرتا أهم سمتين من سمات القيادة. وقد تفوقت النساء في إحدى هاتين السجيتين تفوقا يزيد عن الضعف على الرجال.
[img][/img][img][/img]